إن ما يحدث حولنا الأن هو عملية قلب -بل إنقلاب- علي الموازين.. فما كان بالأمس القريب كسراً للقاعدة ونشوزاً عن المألوف أصبح اليوم هو المقبول بل والمتوقع و المنتظر. وأصبح الخروج عن الخروج علي القاعدة هو الشذوذ و الإختلاف غير المقبول ولا أبالغ إذا قلت بل و غير المفهومِ أيضاً..وكأن الناس تبدلت أو بالأحري إستُبدلت بقوم أخرين أتوا حاملين معهم معتقداتهم وارآءهم و نظرتهم للحياة وفلسفتهمُ التي لاتمت بصلة لما كانت عليه فلسفة من كانوا قبلهم.. وقبل أن أتهم بأني أدافع عن أرآء القدامي و أحمي حمي التقاليد.. وقبل أن يُعتقدُ أني أناقش تلك القضية البالية لتناقض الجديد مع القديم ورفض حاضرِنا لماضينا ونبذهِ له - كأنه مومس تتخلص من ماضيها بعد توبة - قبل كل هذا , أنفي عن نفسي هذه التهمة -وهي شرفُ لا أدعيه- فأقول, أني هنا أريد فقط أن ننظر إلي الأممِ من حولنا لنرى هل ما نحن فيه من إنقطاع صلةٍ لنا بالماضي -مع عِظَمْهِ قيمةً وحجماً- هل يعتبر هذا الإنقطاع وضعاً طبيعياً؟!! هل هي مرحلةٌ لا محيص من المرور بها في طريق تقدم الأمم والشعوب؟!! هل من نعتبرهم نحن الأن مُثلاً عليا و نجوماً دُريةً نهتدي بها, هل مروا بمرحلةِ الإنسلاخ التاريخي و التجرد من الهوية التي نمر بها الأن؟!! إذا كان هذا هو سبيلُنا الوحيد و الأوحد للتقدم و السير علي درب النمو, فتباً لتاريخنا بأكمله ولنكن أبناء يومٍ جديد. لم نر شمساً من قبل ولم نتنسم سوي تلكم الأنفاس التي أخذنها مذ إتخذنا قرارنا بأن نولد مرة أخري , بلا هوية بلا عنوان بلا إسم ولا علم ولا خبرةٍ من أي نوع.
إن ما نحن فيه الأن من تغير وتبدل في كل شئ وفي كل مجال وعلي كل مستواً هو نتاج طبيعي لجيل -بل عدة أجيال-جاءت إلي الدنيا لتجدنا هنا وهم هناك؛ جاءت لتجد أبائها بل وأجدادها قد أصابهم الجمود..توقفوا عن النمو والتطور اللذان هما سمة طبيعية في كل أمم الأرض. جائوا ليجدوا سنة الله معطلةً في أمتهم.. فلا نمو ولاتقدم ولا تطور..بل جمود وركود وتخلفٌ عن الركب..ونظروا إلي الضفة الأخرى فإنبهروا وإتسعت أعينهم دهشةً وحارت عقولهم في البحث عن سر هذه الفجوة وسبب تلك الهوة الساحقة التي تفصل مابين هنا -حيث يقبع أبائهم يجترون ماضياً ولي- وهناك حيث البهرج والزخرف, بل وحيث التقدم والنمو يمضيان علي قدم وساق كما سن الله في أرضه. هنا قد ينبري أحدهم ليقول -وله بعض الحقٍِ لا كله- أن هؤلاء الذين يرفلون في النعيم هناك ويخرجون علي الدنيا بجديد في كل لحظة.. قد قاموا علي أكتاف أجدادنا؛ علي علومهم و معرفتهم وتجارتهم.. بل وجاؤا إلي هنا ليستنفذوا كل خيرات أرضنا وعقولنا..وأن هذا هو سبب ماهم فيه اليوم ومانحن فيه أيضاً.وهنا أجيب, قطعا هم تعلموا من أجدادنا و بنوا مملكتهم علي أكتاف وعقول بل و أموال أجدادنا.. ولكن لاتحدثني عن هذا الأن.. ولا تتوقع من إبنك الشاب فهمه وإدراكه.. ولا تنتظر من إبنتك الشابة أن تعيَ و تقدر مثل هذا الحديث.. فهم -شبابنا- وأنا منهم - قد فتحوا أعينهم علي هذي الحياة ليجدونا هنا وهم هناك علي بعد قرونٍِِ من العلم والمعرفة والتطور..وكان لابد لهذا الشباب أن ينبهر وأن ينجذب وأن يتسأل , ثم يسخط ويغضب ويرفض, فيقُابل بالأستنكار ويُقَابَلُ سؤاله بألف حصار وغضبُه بغضب وسخطه بسخط..ولا يجد اللين إلا هناك ولا يجد المنطق والفهم إلا هناك ولا يجد إجابةً إلا تلك المقدمة من هناك مهما تكن ملفقةً مزورةً مزيفةَ..فيقبلها، ويأخذ من هناك ويتعلم من هناك ويتربي من هناك وتبني ثقافتة وفلسفتة علي أيديهم وتحت أعينهم.. شبابنا ليس مخطأ. وإن كان ,فخطأه الوحيد هو أنه أخذ أسهل الإجابات وأكثرها إتاحة وظهوراَ ولم يجهد نفسه في البحث ليصل إلي حق ويقين.وبعد كل هذا نتسال في غباء لمَ يتجه شبابنا إليهم؟ لمَ يؤمنون بهم؟ لمَ أصبح الأب أو الأم منا ينظر إلي ولده أو بنته فيجد نسخة حية من ذاك الفتي وتلك الفتاة الذان شاهدهما بالأمس في فيلم السهرة "الأجنبي" .و الإجابة, شبابنا ببساطة لم يجد بديلا هنا فأخذ المعروض من هناك.. بكل مايحويه العسل من سمِ زعاف.
إن ما نحن فيه الأن من تغير وتبدل في كل شئ وفي كل مجال وعلي كل مستواً هو نتاج طبيعي لجيل -بل عدة أجيال-جاءت إلي الدنيا لتجدنا هنا وهم هناك؛ جاءت لتجد أبائها بل وأجدادها قد أصابهم الجمود..توقفوا عن النمو والتطور اللذان هما سمة طبيعية في كل أمم الأرض. جائوا ليجدوا سنة الله معطلةً في أمتهم.. فلا نمو ولاتقدم ولا تطور..بل جمود وركود وتخلفٌ عن الركب..ونظروا إلي الضفة الأخرى فإنبهروا وإتسعت أعينهم دهشةً وحارت عقولهم في البحث عن سر هذه الفجوة وسبب تلك الهوة الساحقة التي تفصل مابين هنا -حيث يقبع أبائهم يجترون ماضياً ولي- وهناك حيث البهرج والزخرف, بل وحيث التقدم والنمو يمضيان علي قدم وساق كما سن الله في أرضه. هنا قد ينبري أحدهم ليقول -وله بعض الحقٍِ لا كله- أن هؤلاء الذين يرفلون في النعيم هناك ويخرجون علي الدنيا بجديد في كل لحظة.. قد قاموا علي أكتاف أجدادنا؛ علي علومهم و معرفتهم وتجارتهم.. بل وجاؤا إلي هنا ليستنفذوا كل خيرات أرضنا وعقولنا..وأن هذا هو سبب ماهم فيه اليوم ومانحن فيه أيضاً.وهنا أجيب, قطعا هم تعلموا من أجدادنا و بنوا مملكتهم علي أكتاف وعقول بل و أموال أجدادنا.. ولكن لاتحدثني عن هذا الأن.. ولا تتوقع من إبنك الشاب فهمه وإدراكه.. ولا تنتظر من إبنتك الشابة أن تعيَ و تقدر مثل هذا الحديث.. فهم -شبابنا- وأنا منهم - قد فتحوا أعينهم علي هذي الحياة ليجدونا هنا وهم هناك علي بعد قرونٍِِ من العلم والمعرفة والتطور..وكان لابد لهذا الشباب أن ينبهر وأن ينجذب وأن يتسأل , ثم يسخط ويغضب ويرفض, فيقُابل بالأستنكار ويُقَابَلُ سؤاله بألف حصار وغضبُه بغضب وسخطه بسخط..ولا يجد اللين إلا هناك ولا يجد المنطق والفهم إلا هناك ولا يجد إجابةً إلا تلك المقدمة من هناك مهما تكن ملفقةً مزورةً مزيفةَ..فيقبلها، ويأخذ من هناك ويتعلم من هناك ويتربي من هناك وتبني ثقافتة وفلسفتة علي أيديهم وتحت أعينهم.. شبابنا ليس مخطأ. وإن كان ,فخطأه الوحيد هو أنه أخذ أسهل الإجابات وأكثرها إتاحة وظهوراَ ولم يجهد نفسه في البحث ليصل إلي حق ويقين.وبعد كل هذا نتسال في غباء لمَ يتجه شبابنا إليهم؟ لمَ يؤمنون بهم؟ لمَ أصبح الأب أو الأم منا ينظر إلي ولده أو بنته فيجد نسخة حية من ذاك الفتي وتلك الفتاة الذان شاهدهما بالأمس في فيلم السهرة "الأجنبي" .و الإجابة, شبابنا ببساطة لم يجد بديلا هنا فأخذ المعروض من هناك.. بكل مايحويه العسل من سمِ زعاف.