Friday, November 28, 2008

الحمد لله

أعرف أني قد وعدتكم بإكمال الحديث عن جلسة القهوة و حديثي مع أصدقائي عن سيد الرجال تيمور الشجيع. لكن هذه الخاطرة ألحت علي ذهني ليومين متتاليين لذا قررت مشاركتكم فيها قبل أن أكمل كلامي عن تيمور.
كنت في المترو متجهاً إلي محطة وادي حوف حيث بيتنا العزيز عندما تداعت هذه الأفكار في ذهني, لا أدري لمَ تذكرت Note كتبتها شيرين صديقتي من فترة تحت عنوان "حبة تفاؤل" علي ما أذكر. كان في ذهني منذ فترة أن أعلق عليها لكنه العمل حاربه الله لا يمنحني أي وقت للتأمل ولا التفكير. المهم أن موضوع هذه ال Note كان حمد الله علي علي ما صَغُرَ من أشياءٍ في حياتنا اليومية. لذا ومع إعتذاري لشيرين علي سرقةِ موضوعها هذا ما جاء في مخيلتي رغم انها ليست
كلها مما صغر من أشياء لكنها من أكثر ما أحمد الله عليه

الحمد لله علي عملي , صحيح أني لا أنتهي منه عادة قبل الواحدة و النصف صباحاً, وأضطر للإستيقاظ في السابعة والربع صباحاً لألحق بالBus لكني أحمد الله عليه, لأن الله وفقني إلي عمل أحبه . وأحمد الله علي هذا العمل عندما أري الشباب في مثل سني حين أذهب مع أصدقائي يوم الخميس إلي أحد المقاهي بعد العمل, أحمد الله عندما أراهم لا هم لهم إلا الصراع علي من فاز علي من في معركة "الطاولة" البارحة أو من هزم الجميع في "بولة الإستيميشن" أمس الأول. عملي يشعرني أن لي هدفاً و أن فائدةَ ما تعود علي هذا العالم من وجودي فيه.
الحمد لله الحمد لله علي وقت فراغي, صحيح أني لا أملك منه الكثير لكني أملك ما يكفي لأمارس بعض نشاطاتي و هواياتي و لا يزيد بما يجعلني أمِلُ أو أضل. ويحضرني هنا حديثٌ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا أذكرُ سنده الأن لكني واثق من صحته ,قرأته في صحيح أبو داوود. عندما نزلت سورة التكاثر وقرأ الرسول عليه الصلاةُ و السلام الأية " ثم لتُسألُنَ يوم إذٍ عن النعيم" . سأله أحد الصحابة, "أي نعيمٍ يا رسول الله و إن هما إلا الأسودان (يقصد التمر و الماء), فقال عليه السلام "نعمتان مغبون (أي مضلومُ بجهله بهما) فيهما كثيرٌ من الناس. الصحة والفراغ" صدق رسول الله. فالحمد لله علي أوقات فراغي. و الحمد لله الذي علمني كيف أستغل هذه الأوقات. الحمد لله الذي علمني و حبب إلي القراءة ب"إقرأ بإسم ربك الذي خلق" و الحمد لله الذي وهبني أن أكتب مثل هذا ب "ن و القلم وما يسطرون" .

الحمد لله علي أصدقائي. أصدقاء دراستي الذين لازمتهم منذ الطفولة, أصدقائي الذين تعرفتهم في كليتي, أصدقائي الذين عرفتهم في كل شركةٍ عملت بها, أصدقائي الذين تعرفتهم في عالم ال internet الواسع من كل بلدان العالم, أصدقائي الجدد الذين عرفتهم من أقل من عام ليصبحوا من أقرب أصدقائي إلي قلبي.أصدقائي من جيراني. مجموعات و مجموعات من الأصدقاء.اللهم بارك لي فيهم جميعاً.

الحمد لله علي عائلتي.. صحيح أنها ليست كبيرةً عدداً وليست أكثر عائلات الدنيا تحاباً و تماسكاً إلا أن أسرتي الصغيرة علي الأقل هي الأقوي ترابطاً علي الإطلاق. أبي وأمي هما نموذج لأبناء الطبقة المتوسطة الموشكة علي الإنقراض. أبي ناصري حتي النخاع , كان عضواً في لجنة حي عابدين في الإتحاد الإشتراكي. وكان في شبابه في هيئة الدفاع المدني. نزل إلي الطريق مع رفاقه ليكونوا في جيش الدفاع الذي كُوِنَ للدفاع عن العاصمة أيام النكسة. و إمتزج مع والدتي بألافٍ مؤلفة نزلت تنادي ناصر ليعود بعد التنحي.. أما والدتي فهي نموذج للتفاني, أم مصرية باسلة, تحملت ولا تزال مكاره الحياة بإبتسامة و تفاؤلٍ في غد أفضل ممثل في أولادها.. لا هم لها إلا راحتنا ولا شاغل لها إلا سعادتنا. اللهم بارِك لي في أسرتي.

الحمد لله علي كوني من الطبقة المتوسطة المنقرضة. ولطالما تعجب أصدقائي من سعادتي الشديدة بهذا, ولكني أعتقد أن السبب واضح. فكوني من أبناء الطبقة المتوسطة يجعلني قادراً علي التعامل مع جميع طبقات المجتمع بل والإندماج معها حتي يحسبني من لا يعرفني أحد أبنائها.
فأنا يوماً أجلس في مقهي بحارة من حارة من شارع ضيق في أحد أحياء القاهرة القديمة , مع مجموعة من العمال والبوابين وأبنائهم من أصدقائي. يحبونني و أحبهم و أجد فيهم رغم كل عيوبهم دفئً أفتقده. وتجدني في الصباح التالي أتناول إفطاري مع جدي و أصدقاءه Miller و jeason رؤساء مجلس إدارة ال British Gas إحدي أكبر شركات البترول الإنجليزية. وأذهب لأتناول غذائي المفضل "بابا عبدو Liver pasta " لأنهي يومي بحفل إستقبال في السفارة الإيطالية مع denise صديقتي الإيطالية العزيزة.
وأنا لا أفوت فرصة أن أتناول سحوري في أول أيام رمضان مع أصدقائي ف الجحش بالسيدة زينب , أو علي عربة فول دقدق في شارع حسن الأكبر بعابدين لأُفطر في اليوم التالي بأعظم T-Bone steak في Rostry's. وحين تعطلت سيارة أحد أصدقائي ونحن معا لم أبحث عن هاتفي المحمول لأقول"ماما ماما تعالي خديني يا ماما" وإنما بحثت عن شنطة العدة لنتناوب أنا و هو في الزحف تحت السيارة و محاولة إصلاحها حتي نجحنا. والخلاصة يا رفاق أني أحمد الله كثيراً أني لستُ "الواد بلية" الذي لا يعرف ما هو إختراع ال kleenex و لكني أيضا لا أرتدي الجينز أبو حجر تحت الركبة و لا "أجلجل" شعري بموضة ال"سبايكي" كما قالها أحمد حلمي في فيلمه الشهير. ( الخلاصة الحمد لله علي الثانوية العامة والله يخرب بيت ال IGCSE اللي ضيعت الرجالة وجابتلنا أشباه و مسوخ. و يخرب بيت الجهل و ورش الميكانيكا اللي جابتلنا عيال بتشم كلة طول اليوم.)

الحمد لله علي الإيمان . الإيمان بأي شئ وليس فقط إيماني بالله عز وجل و إن كان هذا بالقطع أعظم ما أشكرُ الله عليه. ولكني أيضاً أحمد الله علي قدرتي علي الإيمان بشئٍ ما, قضية, شخص, مبدأ. أو حتي أمل أو حلم. الإيمان يا رفاق هو ما يجعلنا نستمر, هو ما يجعلنا نحتمل و نصارع و نغالب و ننكسر لننهض. هو ما يجعل عقلي لا يذهبُ شعاعاً حين أري كم الظلم الذي نكابده و حجم الهوان الذي صرنا إليه, هو ما يجعلني أستيقظ في الصباح لأحمد الله علي يومٍ جديد مؤمناً أنه فرصة للتعويض و مجال لأغتنم ما فاتني من خير علي كل المستويات. وهو فترة سماح مدها الله عز وجل لي و لكل من طلعت عليه شمس ذاك اليوم لنكون كما أراد لنا , ولنكون كما أردنا لأنفسنا أيضاً.. الإيمان يارفاق -لي علي الأقل - كدورة التبريد في المفاعلات النووية, بدونه كنت بالتأكيد سأنفجر مفجرأ كل ما و من حولي. الحمد لله علي أن قد هداني للإيمان به سبحانه و منحني القدرة علي التشبث به و المقدرة علي الإيمان بأحلامي وإستطاعتي تحقيقها بعونه.

وأخيرا وليس أخراً فإني أحمد الله علي شئ لا أدري أيحق لي بإنسانيتي المتواضعة و عصياني إياه أن أجرؤ عليه لكني دائماً ما أفعل . إني أحمد الله علي أنه هو الله لا إله إلا هو. أحمد الله علي أنه لم يتركنا لغيره ليتسلط علينا, الحمد لله علي أنه الله, لا إله إلاه.الحمد لله علي أن ليس فيهما إله غير الله.

وأحمد الله علي كونه كما أخبرنا عن ذاته سبحانه. أحمد الله علي كماله فخلق لنا عالماً متكاملاً كاملاً لا ينقص و لا يزيد ولا يختل. و أحمد الله علي جماله فخلق لنا ما تقشعر له الأبدان من الجمال و ما نهتف أمامه بتسبيحه تعالي من الطبيعة و خلقنا نحن في أحسن تكوين. الحمد لله علي قدرته فتولنا و أجري مقاديرنا الحمد لله علي رحمته خلقنا بها و دبر لنا كونً بأكمله مسخراً حباً فينا و رحمةً بنا. جاء في الأثر أن الله خلق الرحمة فجعلها مائة جزء. أبقي منها تسعاً وتسعين عنده وأنزل جزءً واحدا,فمنه تتراحم الخلائق حتي ترفع الشاةُ حافرها عن وليدها. الحمد لله علي كل صفةٍ من صفات ذاته سبحانه.

و الحمد لله الذي هدانا لحمد الله. فاللهم لك الحمد علي ما هديتنا من طرق الحمد .

4 comments:

  1. I have discovered that we are alike in many other ways that I didnt know before!

    ReplyDelete
  2. As you know, my comments are rare but I have to say this although it is a side issue. First of all, Al7amdoleALLAH for everything you said and many many more, even things that we don't know we should be thankful for. Your comment about IGCSE is what made me write to you as I don't want you to fall in the trap of generalization. I don't like to judge a group of people because they share a certain property or have something in common, like saying for example, women are "nekadeyeen", even if the majority are. I believe that each group has its good representatives beside the bad ones. Of course everyone has his own openion but I just want the judgement to be deeper. And you may think that I'm biased because I graduated from IGCSE but I'm really talking in general. And may be I defend my group because I know them, the good ones especially, and I experienced its advantages like no other one. Of course we're not in a place here to debate the advantages and disadvanges of IGCSE, but it is one of the things that cross my mind when I say Al7amdoleALLAH.

    ReplyDelete
    Replies
    1. This is an 8 years late reply.. don't even know if u still have this account. But u r right. I have stereotyped a lot on this post. And now when I read it again I would have changed it.

      Delete
    2. This is an 8 years late reply.. don't even know if u still have this account. But u r right. I have stereotyped a lot on this post. And now when I read it again I would have changed it.

      Delete