إبتَسمَ لصورته في المرآة و هو يصلح من هندام حُلة زفافه الأنيقة.."أخيراً جاء اليوم الموعود" هتف لنفسه في أعماقه..تداعت الذكريات إلي عقله سريعاً ..تذكر كم رغب بها ..كم أرادها له وحده..هو فقط..منذ رأها من بعيد في ذاك البوم..يالبريقها..كانت تشع بهاءً و رونقاً..رأها تمشي من بعيد محاطة كعادتها بكوكبةٍ من الصحاب و الخلان و المريدين والمعجبين..إلتفت في إتجاهه وخيل إليه مع المسافة أنها نظرت إليه..إليه وحده..ثم إبتسمت..تلاشي الزمن من حوله في تلك اللحظات القصار اللاتي إستغرقتهن إبتسامتها. إستدارت عائدة لتكمل ما كانت فيه. أما هو فلم يعد قط كما كان ,مست نظرتها و بسمتها شغاف تلك الرغبة المتأصلة في أعماق نفسه.. في هذ ه اللحظة إتخذ قراره أنها لابد له..له وحده..
لم يتوان لحظة عن تنفيذ قراره..لم يتوقف و لو لثانية ليعيد التفكير..إنطلق من عقاله كماردٍ من قمقمه..لكم حارب من أجل أن يصل إليها.. كم من معارك خاض بلا شفقة أو رحمة..
نسي أو تناسى كل ما تعلم في نشأته الريفية الأولى..تلاشي صوت والده الذي كان دائماً بمثابة الضمير من أعماقه..كم من قوانين البشر كسر..ضاع من أمام ناظريه الفرق بين ما حُرِمَ و حُلل..قادته رغبةٌ محمومةٌ في الجمع..لم يقم وزناً لشئ أو أحد سواها..داس الكبير قبل الصغير..لم يميز من كان خصمه..حارب الكل..قاتل كارهيها لأنهم نصحوه بالرُجوع..وحارب محبيها لأنهم ينافسونه حبها..لم يكن يسمح لأيٍ من كان أن يقف في طريقه..فقط ليصبح جديراً بها..لم يكن يري سوى صورتها..ولا يسمع إلا صوتها في رأسه تدعوه إليها في شغف و وله..
إستعاد إحساسه بالزمن ليجد موعده إقترب كثيراً و أن عليه الإسراع ليبدأ حفل زفافه عليها..وصل في موعده ليجدها بإنتظاره في أبهى حُلة. فستان زفافها كان أعجوبة من جمال في حد ذاته. لكن غطاء رأسها حجب جمال و جهها وكأنها تتمنع عليه في دلالٍ لأخر لحظة..إبتسم و قد إزداد شوقه و تأججت الرغبة المتقدة في أعماقه..ضاق ذرعاً بالمهنئين و
المصفقين..كره الأضواء و الأصوات..إستعجل اللحظة التي يصبحان فيها وحدهما سوياً..اللحظة التي تصبح فيها له حقاً..له وحده كما حلم دوماً..كم من ليال بات يرسم هذه اللحظة في مخيلته..كم من أحلامٍ بنى و كم من آمالٍ علق..
في غرفتهما بعد إنتهاء الحفل, كاد عقله يطيرُ شعاعاً من الفرح..إشتعل قلبه بالرغبة التي أصبحت بين يديه..إقترب منها وهو يرتجف إنفعالاً..مد يديه ليرفع غطاء رأسها الأبيض الرقراق و..
لم يتوان لحظة عن تنفيذ قراره..لم يتوقف و لو لثانية ليعيد التفكير..إنطلق من عقاله كماردٍ من قمقمه..لكم حارب من أجل أن يصل إليها.. كم من معارك خاض بلا شفقة أو رحمة..
نسي أو تناسى كل ما تعلم في نشأته الريفية الأولى..تلاشي صوت والده الذي كان دائماً بمثابة الضمير من أعماقه..كم من قوانين البشر كسر..ضاع من أمام ناظريه الفرق بين ما حُرِمَ و حُلل..قادته رغبةٌ محمومةٌ في الجمع..لم يقم وزناً لشئ أو أحد سواها..داس الكبير قبل الصغير..لم يميز من كان خصمه..حارب الكل..قاتل كارهيها لأنهم نصحوه بالرُجوع..وحارب محبيها لأنهم ينافسونه حبها..لم يكن يسمح لأيٍ من كان أن يقف في طريقه..فقط ليصبح جديراً بها..لم يكن يري سوى صورتها..ولا يسمع إلا صوتها في رأسه تدعوه إليها في شغف و وله..
إستعاد إحساسه بالزمن ليجد موعده إقترب كثيراً و أن عليه الإسراع ليبدأ حفل زفافه عليها..وصل في موعده ليجدها بإنتظاره في أبهى حُلة. فستان زفافها كان أعجوبة من جمال في حد ذاته. لكن غطاء رأسها حجب جمال و جهها وكأنها تتمنع عليه في دلالٍ لأخر لحظة..إبتسم و قد إزداد شوقه و تأججت الرغبة المتقدة في أعماقه..ضاق ذرعاً بالمهنئين و
المصفقين..كره الأضواء و الأصوات..إستعجل اللحظة التي يصبحان فيها وحدهما سوياً..اللحظة التي تصبح فيها له حقاً..له وحده كما حلم دوماً..كم من ليال بات يرسم هذه اللحظة في مخيلته..كم من أحلامٍ بنى و كم من آمالٍ علق..
في غرفتهما بعد إنتهاء الحفل, كاد عقله يطيرُ شعاعاً من الفرح..إشتعل قلبه بالرغبة التي أصبحت بين يديه..إقترب منها وهو يرتجف إنفعالاً..مد يديه ليرفع غطاء رأسها الأبيض الرقراق و..
و تراجع في هلع ليسقط علي ظهره أرضاً أمام قدميها..و بعينان ملأهما الذعر نظر إلى ملامحها غير مصدق لما يراه.. غطاء و جهها كشف عن ملامح لم ير أقبح منها في أسوء كوابيسه..تركز بصره علي عينان إختلطت حمرتهما بصفارهما بسوادٍ مقيت..ملامح لا تكاد تبين خلف أصباغٍ صورتها له ملكة للحُسنٍ في ذاك اليومٍ المشئوم..
نظرت إليه بدهشةٍ مصطنعة..إقتربت منه مائلةً ليواجه وجهها عيناه المذعورتان.."ما بك؟!!" قالت في سخريةٍ ممزوجةٍ بالشماتة.."أنا عروسك التي سعيت خلفها سعيك..أنا عروسك التي جعلتها هدفاً وحيداً نصب عينيك..أنا عروسك التي خرقت لأجلها قوانين البشر و السماء..أنا عروسك.."
صمتت لثانية مُقَرِبة وجهها من وجهه أكثر حتي إشتم رائحة أنفاسها العطنة.."..أنا ..دنياك.." قالتها و أطلقت ضحكةً ماجنة كانت أخر ما سمع..
إسودت الصورة أمام عينيه. و شعر لأول مرة منذ زمن بصوت أبيه يتردد في جنباته..قارئاً الأية الكريمة التي طالما رددها علي مسامعه مذ صغره..
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " ...صدق الله العظيم..
إسودت الصورة أمام عينيه. و شعر لأول مرة منذ زمن بصوت أبيه يتردد في جنباته..قارئاً الأية الكريمة التي طالما رددها علي مسامعه مذ صغره..
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " ...صدق الله العظيم..
عينيها المحولتين دول مجرد البدايه :)
ReplyDelete